اقتصاد إسرائيل يواصل النزيف.. والشيكل يئن تحت وطأة التصعيد مع لبنان

يواصل الاقتصاد الإسرائيلي خسائره، التي بدأت تزامنًا مع الحرب على قطاع غزة، بل وتتضاعفت مع ازدياد التصعيد العسكري شمال فلسطين المحتلة، مع حزب الله، ما أضر بـ"الشيكل"، عملة دولة الاحتلال، وأضعفه بشدة.


وكشف تقرير لموقع "جلوبس" العبري، أن التوترات السياسية بشأن ميزانية عام 2024، أثرت كذلك على العملة الإسرائيلية، المستمرة في الانخفاض بشكل "حاد"، وأرجع الموقع العبري انخفاض الشيكل بشكل رئيسي للتصعيد الأمني في إسرائيل، في ظل استقرار الدولار أمام العملات الأجنبية الأخرى خلال الأيام الماضية.

وقالت محللة اقتصادية تابعة للكيان الصهيوني، إن ضعف الشيكل في بداية الشهر كانت بسبب المشاعر السلبية في أسواق الأسهم في الخارج، وخاصة الانخفاضات الحادة في بورصة ناسداك، أما في الأيام الأخيرة، فقد تعززت خسارة قيمة العملة الإسرائيلية، بسبب تدهور الوضع الأمني في الشمال، الذي انعكس في زيادة علاوة مقايضات العجز الائتماني.

أما رونين مناحيم، كبير الاقتصاديين في بنك مزراحي تفاهوت، فأكد أن المخاوف من تصعيد حقيقي على الجبهة الشمالية، بعد اغتيال آخر لأحد عناصر حزب الله، أثقلت كاهل الشيكل، وأن استمرار الهجمات الانتقامية تعزز احتمامات تطور الصراع في الجبهة الشمالية لحرب شاملة.

وأشار مناحيم إلى أن تصريحات كبار الجيش، والشخصيات الحكومية، تتحدث عن استمرار الحرب في 2024، إلى جانب التوتر حول ميزانية 2024، مضيفًا أن التقارير حول الخلافات بين كبار المسؤولين في وزارة المالية تزيد من تعقّد الوضع.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن إسرائيل تواجه أغلى حرب في تاريخها، إذ قُدّر الإنفاق بنحو 60 مليار دولار حتى الآن، من دون حساب المجهود الحربي، وقالت "القناة 12"، الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يدرس إغلاق بعض المكاتب الحكومية لتحويل أموالها لتغطية تكاليف الحرب.

وأوضح التقرير أن تكلفة اليوم القتالي في غزة، بلغت في بداية الحرب مليار شيكل، 270 مليون دولار، إذ جند الاحتلال 360 ألف جندي احتياط، أما الآن ونظرًا للتسريح الجماعي لعشرات الآلاف من الجنود، فقد بلغت تكلفة الحرب يوميًا 164 مليون دولار يوميًا.

وتتوقع إسرائيل عجزًا قدره 30 مليار دولار، وهو ما سيتطلب تخفيضات في الميزانية، وزيادة في الضرائب، بنحو 18 مليار دولار، وهو ما يزعج الإسرائيليين.

وبحسب تقديرات وزارة الدفاع الإسرائيلية، بلغت خسائر جيش الاحتلال في القطاع، 188 قتيلًا، إلى جانب تجاوز عدد الجنود المصابين بإعاقات جراء الحرب، إلى نحو 13 ألف جندي.

وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن قسم إعادة تأهيل الجنود بوزارة الدفاع التابعة للكيان، يعمل منذ 7 أكتوبر، مع نحو 3500 جندي صنفوا معاقين.

وتتحدث تقارير عن أن العدد الحقيقي للقتلى والمصابين أكبر بكثير مما يعلنه جيش الاحتلال.